الحمدالله الذى لايضل مع اسمه شيا وهو السميع العليم
من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
واشهده الااله الا الله
القائل
بسم الله الرحمن الرحيم
الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (
واشهدن ان سيدنا محمد عبده ورسوله
ام بعد
القران والطب
القران الكريم كتاب هداية وإرشاد ونور انزله الله عز وجل على قلب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الشرك وعبادة الأهواء والأصنام البشرية والحجرية إلى التوحيد الخالص وعباده الله الواحد القهار، قال تعالى ) الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ( " إبراهيم : 1 " ) إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ( " الإسراء: 9 " وهذا النور والهدي القرآني عام لجميع البشر وشامل لكل مناحي الحياة وفي كل زمان ومكان هادفاً لتكوين الإنسان الصالح والمجتمع الفاضل وصولاً لتحقيق السعادة لهم في الدنيا والآخرة ، قال تعالى ) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ( " الشورى:52 "
لذلك فقد أودع الله سبحانه وتعالى كتابه الحكيم من الأركان الإيمانية والشعائر التعبدية والشرائع والأحكام الدنيوية ما يحقق لهم ذلك كذلك ضمنه التوجيهات الأخلاقية والاجتماعية والتوصيات الصحية (وقاية وعلاجاً في الجانبين النفسي والعضوي – القلبي والبدني) ما يضمن إتزان الإنسان واستقرار نفسيته والمحافظة على صحته لتحقيق الهدف المذكور أعلاه ، حيث أن الإنسان من دون تمتعه بالصحة والعافية النفسية – العقلية والجسدية العضوية – سوف لن يستطيع القيام بواجباته الدينية والدنيوية ولعبادته لله عز وجل وتحقيق إعمار الأرض التي استخلفه الله جلت قدرته وسخرها له للانتفاع بخيراتها وإقامة شرعه عليها ، قال تعالى : ) وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( " الجاثية :3 " ، فكيف يستطيع الإنسان المؤمن القيام بهذه الواجبات إذا كان مريضاً أو مصاباً بقدراته الذهنية والجسدية ؟!
لذلك فإن الوقاية من هذه الأمراض على اختلاف أنواعها ومحاولة الحد منها ومنع انتشارها ومعالجتها في حالة حصولها هو من الأمور المطلوبة والواجبة شرعاً وعقلاً، لذلك يقول الإمام الشافعي (صنفان لا غنى للناس عنهما : العلماء لأديانهم والأطباء لأبدانهم). فإن العلوم الطبية بأنواعها المختلفة وتخصصاتها المتعددة أصبحت من الأمور الواجبة للمحافظة على صحة الإنسان وقاية وعلاجاً (وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) كما تقول القاعدة الأصولية.
محاور البحث :
والآن وبعد أن عرفنا أهمية موضوع الوقاية والعلاج للمحافظة على صحة الإنسان النفسية (القلبية) والعضوية (البدنية)، فما هو دورا القرآن الكريم في ذلك؟
للجواب على هذا السؤال الهام فأننا سنناقش الموضوع من خلال المحاور التالية:
المحور الأول :
إتباع المنهج القرآني في الحياة.
المحور الثاني
: التعاليم الإسلامية ( القران والسنة النبوية ) في :
1- الوقاية من الأمراض .
2- العلاج من الأمراض .
المحور الثالث :
دور القران الكريم – حفظاً وتلاوة أو سماعاً ودور الرقية الشرعية للوقاية والعلاج من الأمراض بأنواعها النفسية والعضوية بالنسبة :
1- للشخص نفسه ( ذاتياً )
2- بالنسبة للآخرين ( تلاوة أو استماع )
المحور الرابع :
متى وكيف تحصل الفائدة من القران الكريم كعلاج ومن هم المستفيدون منه ؟!