رمضان أمل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة: 183].
والصلاة والسلام على النبي القائل: «للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه» [رواه مسلم]، والقائل : «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم]، والقائل: «إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلن يدخل منه أحد» [رواه البخاري ومسلم].
فقد هل أشرف الشهور... بعد طول غياب... وبعد شوق عظيم.. ذابت الأحداق في انتظاره.. وتمزقت المآقي على فراقه.. وها هو يقدم.. بين يديه العتق والرحمة والمغفرة من الله جل وعز ..
أتاك شهر السعد والمكرمات *** فحيه في أجمل الذكريات
يا موسم الغفران أتحفتنا *** أنت المنى يا زمن الصالحات
أحبتي
يقول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [سورة الزمر: 53].
وهذا الشهر هو موسم عظيم للتوبة والمغفرة صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «إن الله عز وجل يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار، ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها» [رواه مسلم].
فسبحان من يعطي ونخطئ دائما *** ولم يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطئ ولا يمنعه *** جلاله عن العطا لذي الخطا
فكفاره الذنب.. التوبة منه.. وعدم الإصرار عليه والاعتراف به والاستغفار منه والندم عليه
قال جل وعز: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة آل عمران: 135].
فرغم أنفه من أدرك رمضان فلم يغفر له.... لماذا؟ لأنه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى بل قد لا تعود أبدا...
والسؤال الذي كان يراودني منذ أن وضعت قلمي على ورقتي أرقم هذه العبارات والجمل .. هو ...
متى يتوب من لم يتب في رمضان؟!
متى يعود إلى الله من لم يعد في رمضان؟! متى ... متى؟
أحبتي: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [سورة النحل: 92].
إن شهرا هذه خصائصه وصفاته لحقيق بأن يذرف الدمع على فراقه وتتفتت الأكباد عند وداعه..
كتبه
محمد بن سرار اليامي
من كتاب رمضان أمل وألم