nogamath مساعد مشرف
Posts : 1210 Points : 2454 Reputation : 10 Join date : 25/04/2009 Age : 42 Location : إذا اشتكى مسلم في الهند أرقني وإن بكى مسلم في الصين بكاني ومصر ريحانتي والشام نرجستي وفي الجزيرة تاريخي و في المغرب الاسلامي عنواني وفي العراق أكف المجد ترفعني إلى بساتين عز ذات أفنان ويسكن المسجد الأقصى وقبته في حبة القلب أرعاه ويرعاني أرى بخارى بلادي وهي نائية وأستريح إلى ذكرى خراسان شريعة الله لمت شملنا وبنت لنا معالم إحسان وإيمان و حيث ما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من لب اوطاني
| موضوع: رسائل حول أحداث مصر للشيخ هانى حلمى 2011-02-03, 19:01 | |
| بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... أما بعد ..فهذه رسالتي الأولى إليكم في ظل هذه الأحداث التي تمر بها بلادنا ( مصر ) ، وأسأل الله تعالى أن يحفظنا بحفظه الذي لا يرام ، وأن يكلأنا بعينه التي لا تنام ، وأن يرد عنا كيد الكائدين ، وأن يدفع عنا الأذى ، وأن يحقن دماء المسلمين ، وأن يهيئ لهذه البلاد أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ، ويذل فيه أهل معصيته .أولا : نحن بخير ، لكل الأحبة في الله ، اطمئنوا ، ونسأل الله العافية ودوامها .ثانيًا : بلا ريب الأحداث مليئة بالدروس والعبر ، وهذا ما سنركز عليه في هذه الرسائل ، لأن الدرس عميق في أثره .ثالثا : سيكون على الموقع سلسلة مهمة تجيب عن أسئلتكم بعنوان ( لا للفتنة ) كان يتم تسجيلها قبل هذه الأحداث .رابعًا : أعرف أن في أذهانكم كثيرا من التساؤلات وسنجيب عنها - بإذن الله تعالى - تباعًا .خامسًا : أرى أن دوركم - شباب مصر - لابد أن يكون ميدانيًا في خدمة كل المتضررين من جراء هذه الأحداث سواء من التواجد الفعال في اللجان الشعبية ، أو إعانة المحتاجين من الفقراء ، أو تقديم الخدمات الطبية ، وعلى رأس ذلك دعوة الناس للتوبة العامة لنحفظ من هذه الفتن المهلكة .سادسًا : لابد أن يتعلم الناس أهم درس وهو ( فهم السنن الربانية ) فالله تعالى قال : " من يعمل سوءا يجز به " وما ينزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة ، وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا فَطَارَ ، فمن لم يقل في ظل هذه الأحداث ( أنا السبب ) فعليه أن يراجع نفسه ، وليجدد توبته .سابعًا : إنني أعتقد أن أهم شيء ينبغي أن نركز عليه الآن ( فقه الفتن ) لأنَّ الفتنة تذهب بعقول الناس .روى نعيم في الفتن وصححه الهندي في كنز العمال عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تكون فتنة تعرج فيها عقول الرجال ، حتى ما تكاد ترى رجلا عاقلا" .فالفتنة غرارة ، وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء " ويقول : " وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله " [ منهاج السنة (4/343) ]ثامنًا : إن موقف المسلم السديد من الفتنة أن يجتنبها ما استطاع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن السعيد لمن جنب الفتن " [ رواه أبو داود وصححه الألباني ]إن اختلاط الرايات ، وتحقق المضرة واحتمال المصلحة يدفعنا للقول باعتزال تلك الفتن ، وسترون في ( لا للفتنة ) مواقف الصحابة والسلف الصالح من فتن مشابهة ، وأخص بالذكر موقف سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من فتنة ( الجمل ) و( صفين ) ، وفتنة الحرة وموقف ابن عمر رضي الله عنه ، وموقف العلماء من الحسين رضي الله عنه وخروجه للعراق ، وموقف الحسن البصري من فتنة ابن الأشعث ، وأنا أعرف جيدا أن الناس سيخرجون عليَّ بأقوال بعض العلماء الذين لهم وجهة نظر أخرى ، ولكني لا اصدر عن وجهة نظري وحدي ، ولكن ذلك موقف مشايخنا وعلمائنا ، وفي الفتنة تختلط الأوراق ، والاختلافات ، ولكل وجهة هو موليها ، لكني لا أصادر رأيا ، ورأيي صواب في نظري يحتمل الخطأ ، ورأي مخالفي خطأ في نظري يحتمل الصواب ، لأن الخلاف سائغ ، فعلينا بأدب الخلاف ، والبعد عن التراشق بالاتهامات ، لأن المسألة تنبني على اختلاف شاسع في قراءة الواقع ، فليفهم الشباب ذلك ، وليحترم علماؤه ، ويعرف حرمتهم .تاسعًا : لا يعني هذا الاعتزال للفتنة وعدم دخول ( النفق المظلم ) كما أسميت هذه الأحداث ، أن تكون سلبيا ،ولذلك دعوتكم من البداية للتفاعل الميداني في إغاثة الناس ودعوتهم ، فبالله دعوكم من الغلو تفريطًا وإفراطًا .عاشرًا: إن أهم دروس الأحداث هذا التفاعل الإنساني الذي كان مهجورًا والترابط الأخوي بين الناس ، وعلينا أن نحافظ على ذلك ، وبالله أزيلوا شبهات الناس عن الإسلام ، ودافعوا عن شريعته التي يتصور بعض الناس أنها سجن وضيق ولا تصلح لكل زمان ومكان ، بالله كونوا حراسًا لهذا الدين ، ودعوكم من المناقشات الجدلية حول بعض الفروعيات ، ولنجتمع بداية على المسلمات ، ادعوا الناس للصلاة والصدقة والصيام والذكر والتضرع وترك المحرمات وفعل الخيرات ، للأخلاق الحسنة والسلوكيات الطيبة ، اجعلوهم يحبون الدين ، يتقربون بحب الرحمن ، تجتمعون على حب النبي العدنان صلى الله عليه وسلم ، ابتعدوا في الفتن من الجدال والمراء والمشاغبات الفكرية والفقهية ، ولا أقول : في الدين قشور ولباب ، ولكن أقول في الدين ( فقه للأولويات ) و (فقه للدعوة ) و( أدب للخلاف ) و ( رحابة صدر ) و( قبول للخلاف السائغ ) فاهتموا بذلك - رعاكم الله -حادي عشر : تبين لي في الأحداث الجارية بما لا يدع مجال للشك أنَّ الشباب يحتاجون نوعًأ جديدا من التثقيف الواقعي ، من الفهم الجيد للواقع ، من شمولية النظرة ، من الحكمة ، من البعد عن الحماسات القلبية دون القناعات العقلية ، نحتاج للاثنين معا ( حماسة قلبية + قناعة عقلية ) في إطار (الضوابط الشرعية ) لنسلم من هذه الفتنة ، ولذلك أحثكم إلى وضع هذا على أولويات طلب العلم من الآن فصاعدا ، فمن الواضح أن فهمنا للواقع ضعيف للغاية ، وأنَّ معادلة التمكين غير مفهومة ( الإيمان + العمران ) فكثير منا يحقق ويفهم ( الإيمان) لكن للأسف نادر جدا من يحقق ( العمران ) ومن هنا في هذا الدرس والعبرة اكتشفنا ( غياب الكفاءات ) .ثاني عشر : قضية ( الهدف في الحياة ) هل استشعرتموها وأنتم تشعرون بدنو الأجل ، وفجأة النقم ، وغياب الأمان ، واحتمالية الهلكة ، فعلى أي شيء ستموتون ؟؟ لأن عليه ستبعثون ؟ أن الذعر لما دخل بيوت المصريين هل تفكر واحد منهم في المصير ؟ وهل نحن كاذبون في هذه المشاعر وينطبق علينا ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) فهل من سمعته يصيح ( سأتوب سأتوب ) وهو يسمع الطلقات والصيحات وصراخ النساء من حوله ، هل سينسى الدرس ؟ ويعود بلا هدف إلا من حطام الدنيا مرة أخرى .الدروس والعبر كثيرة ، والتغيير لا يتحقق إلا وفق المعادلة القرآنية ، فوالله لن يكون إلا بذلك ، وإلا فكل هذه اللوثات السياسية لا تغني ولا تسمن من جوع ، المعادلة القرآنية (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فابدأ بنفسك ، واكتب قائمة عيوبك التي عرفت من هذه الأحداث ، وفي الحال والتو واللحظة عليك بتغييرها ليتحقق ذلك في واقع الناس جميعًا. اللهم قد بلغت فاللهم فاشهد.نصيحة النبي الجامعة لدورك في الفتنة :في صحيح مسلم عن معقل بن يسار أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العبادة في الهرج كهجرة إليَّ "وإلى رسالتنا القادمة استودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم . وكتبه
هاني حلمي
من مصر المباركة
29 صفر 1432 هـ
| |
|