اشترك في قائمتنا البريدية | |
|
| نور من القرآن | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
شيماء زيدان مساعد مشرف
Posts : 2571 Points : 5348 Reputation : 26 Join date : 19/04/2009 Age : 42 Location : دمياط
| موضوع: نور من القرآن 2009-05-27, 23:51 | |
| نور من القرآن
" "ومن يغفر الذنوب إلا الله"
إهــــــــداء
إلى الذين يذنبون ولا يتوبون
ويخطئون ولا يستغفرون
إليهم أهدى هذه الكلمات
لعلهم يتقون
د\خالد أبو شادى
لماذا نتوب؟
_ لأن الله أمرك وأمر كل مؤمن معك :{وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
}, فإذا كان المؤمن التائب يرجو الفلاح ولا يستيقنه فماذا يصنع العاصى المصر على الذنوب؟!.
_ لأن ميزانك سينصب أمام عينيك يوم القيامة , فتوضع حسناتك فى كفة وسيئاتك فى كفة , ولا سبيل إلى ترجيح الحسنات إلا بالتوبة النصوح التى تمحو السيئات , فترجح الكفة الاخرى ويكون الفوز المبين.
_ لأن التائب حبيب الرحمن , والتائب من الذنب كمن لا ذنب له , والعاصى إذا ذكر ذنبه فوجل منه قلبه محى عنه فى أم الكتاب , وأنساه الله الحفظة.
_ لأن حقوق الله على عباده أعظم من أن يقوم بها احد , ونعمه أكثر من أن تحصى فتشكر , لذا فإن عباد الله الفطناء جبروا الكسر وسدوا الخلل : إذا أصبحوا تابوا وإذا أمسوا تابوا.
_ لأن الله يحب التوابين ويحب الأوابين ويحب المستغفرين ويحب المتطهرين ويحب المخبتين .
_ لأن إبليس نعلم باستمرار إغوائه لك ما دمت حيا , وبحتمية إضلالك ما دامت أنفاسك تصعد وتهبط , فرد الله عليه بأن فتح لك باب التوبة ما دمت مستغفرا , وإلى رحابه راجعا , وعلى ذنبك باكيا.
_ تتوب حتى يفرح الرب, وتسعد الملائكة , وتغيظ الشيطان , وتفرح الإخوان , وتخزى الأعداء, وتبيض صحيفتك , وترفع درجتك , وتوسع قبرك , وتعلى قدرك .
_ تتوب حتى تجلب الخير, وتزيل الهم , وتوسع الرزق , وتيسر الصعب , وتحل البركات, وتذلل العقبات , وتهب النفس الطمأنينة , والروح السكينة , والقلب الحياة.
_ لأن ربك يقول :{ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون }, فصار الناس أحد الفريقين لا ثالث لهما , تائب أو ظالم فمن أى الفريقين أنت؟!.
شــــــروط التــــــوبــــــــــــة
ترك الذنب هو أولى شرائط التوبة المقبولة , وما معنى توبة من يستغفر الله من شرب الخمر والكأس مستقرة بين كفيه؟! أو يعزم قلبه على ترك الكذب ولسانه لا شغل له سوى افتراء الكذب ؟!. أو من يبارز الملك بالمعصية ثم يطلب منه الأمان !!.
إنها التوبة ..لكن توبة الكذابين وسلوك غير أولى المؤمنين , المستهزئين بأحكام رب العالمين..
أستغفر الله من أستغفر الله ....من لفظة بدرت خالفت معناها
وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد...سددت بالذنوب عند الله مجراها
اما المؤمن فيقلع عن الذنب بتوبة , ويرجع إلى الله بدمعة , وتتجافى نفسه عن فراش المعصية , ويأنف قلبه من حياة الغفلة.
تــنــبــيــه
ولكن هل معنى ذلك أن التائب يقلع عن ذنبه فلا يعود إليه أيدا؟!.
كلا , ففى الحديث عن النبى صلى الله عليه ويسلم :" ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده بعد الفينة , أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا , إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا , إذا ذكر تذكر" صحيح.
أخى التائب ..اقرأ هذا الحديث مرة ثانية .
تأمل وصفه لهذا العبد ..بالمؤمن !!..نعم .. المؤمن فكما أن لكل جواد كبوة فلكل مؤمن زلة , كل مؤمن له نقطة ضعف يتسلل منها الشيطان وإليه ينفذ , لكنها جولة وليست المعركة , وضربة وليست القاضية , فإذا جاءته الموعظة الصادقة والكلمة الهادية والنصيحة الراشدة يتذكر فيقلع , ويتوب فيرجع وكأن ذنبا لم يقع , وخطيئة لم ترتكب .
صمام أمان
• تذكر: فلا يجاهر بالمعصية ولا يتبجح بالخطيئة , ولا يرد النصيحة , ولا يرتكب الذنب ضاحكا حتى لا يدخل النار باكيا.
• تذكر: ففارق المعصية , واهل المعصية , ومكان المعصية وكل ما يذكر بالمعصية
• تذكر : فأدرك أنه لحظة وقوعه فى الذنب هان فى نظر الله وسقط من عينه , فأوقعه فى الذنب , ولو عز عنده وعلا لوقاه ونجاه وأنقذه وهداه.
هل علمت الآن معنى قوله عزوجل :{إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} الاعراف :201
فور وقوع الذنب منهم , وبدور التقصير عنهم.
تذكروا قبل أن يرفع إبليس راية النصر فوق رؤوسهم .. فأخزوه قبل أن ينتفش , واهانوه قبل أن يفتخر, وأردوه من شاهق إلى واد سحيق ..كل ذلك كان بأنهم ...تابوا.
عندك مهلة ست ساعات!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطىء , فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها وإلا كتبت واحدة" صحيح.
ما هذا الكرم؟!
نادى الله عزوجل الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة , وقالوا : إن الله هو المسيح ابن مريم , فقال :{أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه}المائدة 74
لــطــيــفــة
قال ميمون بن مهران :" الذكر ذكران :ذكر الله باللسان , وأفضل من ذلك , أن تذكره عند المعصية إذا أشرفت عليها".
تناسب طردى
يتناسب الإيمان طرديا مع دوام تذكر الذنب فكلما قوى الإيمان كان الذنب حاضرا فى الأذهان , مستقرا فى الوجدان , وإذا عف نسى العبد ذنبه قبل مغادرة موقع الجريمة , وأضاف إلى الذنب وإلى الخطيئة دون معاتبة نفس أو حتى تأنيب ضمير.
*محمد بن سيرين يذكر ذنبه بفضل إيمانه ..أربعين سنة , قال رحمه الله: أصابنى دين , فقلت : أصابنى بذنب أذنبته منذ أربعين سنة . قلت لرجل : يا مفلس.
*ومكحول ..يذكر ذنبه سنة فيقول : رأيت رجلا ساجدا وهو يبكى فقلت : إنه يرائى , فحرمت البكاء من خشية الله سنة.
*والفضيل..يذكر ذنبه خمسة أشهر فيقول : حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته .
وعليك أن تحدد منسوب الإيمان فى قلبك فى ضوء هذه العلاقة , وتسأل نفسك : كم من الأيام , بل كم من الساعات تظل متذكرا ذنبك نادما على فعله؟!.
عطايا فى بلايا
قال النبى صلى الله عليه سلم :" إن الرجل يحرم الرزق بالذنب يصيبه " حسن .
يحرمك رزقه لتفتقر إليه وتذل بين يديه فيورثك بهذا الفقر غناه , ويعطيك بهذا الذل عزة فما أكرم الله , وما أحلم الله, وما ألطف الله حين سلبنا ليوقظنا , وحرمنا ليعطينا !! فمنعه..صرخة تنبيه توقظ النائمين وتنبه الغافلين , والمؤمن يعلم هذا جيدا فيوقن أنه ما وقع بلاء إلا بذنب , ولا صيد طير أو قطعت شجرة إلا بترك تسبيح , ولا نسيت سورة إلا بخطيئة {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}الشورى 30
احذر مقدمات الذنب
كل ما ادى إلى حرام فهو حرام , ومن تمام إقلاعك عن الذنب إقلاعك عن مقدماته .
*إذا كنت تعلم من نفسك عدم صبرها عن النظر إلى الحرام , ثم دعيت إلى مكان تعرض فيه الفاحشة نفسها , وتبرز فيها المفاتن والعورات , فإن ذهابك إلى هذا المكان حرام.
*إذا علمت أن راحة جسدك فى أن ينام 6ساعات مثلا , ثم سهرت سهرا أدى بك إلى عدم إعطاء جسدك راحته , فضاعت منك صلاة الفجر من جراء ذلك , فإن هذا السهر حرام.
*إذا رافقت صحبة سيئة إذا ذكرت الله ألهوك , وإذا نسيت أضلوك , وإذا خمدت فى قلبك شهوة أحيوها , أو استيقظ فيك ندم قتلوه , بحيث يكون سيرتك معهم مقدمة الحرام , فإن مصاحبة هذه الرفقة حرام.
هى وصية الزاهد العابد إبراهيم بن أدهم حين قال لمن أراد "من أراد التوبة فليخرج من المظالم , وليدع مخالطة من كان يخالطه وإلا ..لم ينل ما يريد". | |
| | | شيماء زيدان مساعد مشرف
Posts : 2571 Points : 5348 Reputation : 26 Join date : 19/04/2009 Age : 42 Location : دمياط
| موضوع: رد: نور من القرآن 2009-05-28, 00:04 | |
| لطـــيـــفـــة
قالت زبدة أخت بشر بن الحارث : أثقل شىء على العبد الذنوب , وأخف شىء عليه التوبة , فماله لا يدفع أثقل شىء بأخف شىء؟!.
2_ الـــــنــــــدم
ولادة النـــدم
*تندم ..لأنه قد هالك ما كان منك من انخلاعك عن الاعتصام بالله وقت وقوعك فى الذنب , وفرحك عند الظفر به, وقعودك عن تداركه وإصرارك عليه مع يقينك بنظر الله إليك واطلاعه عليك. *تندم ..لأنك بعت رفقة الملائكة بر فقة الشياطين , ومجاورة النبيين فى الجنة بمجاورة الشياطين فى النار , ورحمة الله ورضوانه بسخط الله وعصيانه.
*تندم..لأنك بهذا الذنب بددت رأس مالك الذى هو وقتك , وياليتك أنفقته فيما لا يفيد حسب , وإنما بذلته فيما فيه ضررك وأخذك , وإهلاكك {فكلا أخذنا بذنبه}العنكبوت :40
*تندم ..لأنه الله بشؤم هذا الذنب قد يقبضك عليه , فيختم لك بخاتمة السوء ومن مات على شىء بعث عليه.
* تندم..لأنك لا تضمن قبول توبتك وإن تبت , ولا تأخذ صكا من الله بالمغفرة إن استغفرت , ولهذا قال الحسن اللبصرى :ترك الذنب أهون عليك من معالجة التوبة , وما يؤمنك أن تكون أصبت كبيرة أغلق دونها باب التوبة, فأنت فى غير معمل؟!.
وللـــنــــدم عــــلامــة
#إذا ندم ظل العبد ندمه ينمو فى قلبه إلى أن يغسل ذنبه بدمعة , فتسقط الدموع من خشية الله لترتفع بالتائب إلى أعلى عليين , واسمع هذه البشارة النبوية:" عينان لا تمسهما النار..عين بكت من خشية الله"صحيح.
#بل إن ابن عمر يزف إليك البشرى فى صحيح قوله :لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلى من أن أتصدق بألف دينار.#لذا يبكى النادم مستبشرا ببشارة النبى صلى الله عليه وسلم مستأنسا بما كان يفعله محمد بن المنكدر مقتديا به, حيث كان إذا بكى من خشية الله مسح وجهه ولحيته بدموعه وهو يقول :
بلغنى أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع.
#ومن لم يستطع عصر عينيه لتبكى فليتكلف البكاء إلى أن يرزقه الله هذه الدمعة المنجية .قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه :
من استطاع أن يبكى فليبك , ومن لم يستطع فليتباك
هـــدنـــة مـــع الــذنـــوب
اخى التائب ..لو لم يبك العاقل فيما بقى من عمره إلا على ضياع ما مضى منه من طاعة لكان خليقا أن يحزنه ذلك حتى الممات , فكيف بمن يستقبل ما بقى من عمره بمثل ما مضى من عصيانه, هب أن المسىء قد غفر له أليس قد فاته ثواب المحسنين؟!.
أخى التائب ..اهتف فى جوف الليل ..ناد فى الأسحار ..ارفع صوتك بالنداء :
يارب إن ذنوبى اليوم قد كثرت...فما أطيق لها حصرا ولا عددا
وليس لى بعذاب النار من قبل...ولا أطيق لها صبرا ولا جلدا
فانظر إلهى إلى ضعفى ومسكنتى ...ولا تذقنى حرا للجحيم غدا
لـــــطـــــيفـــــــة
قال بكر بن عبد الله المزنى :" الرجل يخرج إلى الصلاة فتفوته فى الجماعة , فإذا حزن لذلك أعطاه الله فضل الجماعة ".
3_ عـــــزم عــلــى عــــدم الـــرجـــوع
اعزم على أن لا ترجع إلى الذنب ولا تعود , وكن رجلا فى ذلك فإذا وعدت فأوف , وإذا نويت فاصدق, وإذا عزمت فتوكل على الله.
عـــزائـــم الـــرجـــــال
مر مالك بن دينار , يوما فى السوق , فرأى بائع تين , فتاقت نفسه إلى التني , ولم يكن يملك ثمنه , فطلب إلى البائع أن يؤخره فرفض , فعرض مالك على البائع أن يرهن عنده حذاءه مقابل هذا التين فرفض ثانية , فانصرف مالك وأقبل الناس على البائع واخبروه عن هوية المشترى , فبعث بغلامه إلى مالك بعربة التني كلها وقال لغلامه : إن قبلها منك فأنت حر لوجه الله.
وذهب الغلام إلى مالك واضعا فى باله أن يبذل قصارى جهده لينال حريته , فإذا بمالك يقول له : اذهب إلى سيدك وقل له : إن مالك بن دينار لا يأكل التين بالدين , وإن مالك بن دينار حرم على نفسه أكل التين إلى يوم الدين .
قال الغلام : يا سديى خذها , فإن فيها عتقى.
قال مالك : إن كان فيها عتقك فإن فيها رقى .
رأى مالك أن شهوته أذلته وأن بطنه أهانته , فأدب نفسه وحرم عليها أكل التين زجرا لها وتهذيبا .
فكيف لا يعزم هذه العزمة من استزله شيطانه واخضعته شهوته فسقط فى بئر الخطيئة ؟! كيف هان عليه أن يرى نفسه ذليلة مهينة دون أن يمد لها يد المساعدة وينتشلها من مستنقع الهوان ؟!.
عــــزم يـــفــــل الـــحـــديــــد
وعى سلمى بن دينار الدرس فلما مر بالجزارين قالوا له : هذا لحم سمين فاشتر. قال : ليس عندى ثمنه . قالوا : نؤخرك . قال : انا اؤخر نفسى .
ووعاه أيضا إبراهيم بن ادهم حين شكا إليه الناس وقالوا : إن اللحم غلا , فقال : أرخصوه ( أى لا تشتروه). يا أخى .. اسمع هذا القول الناطق بالحكمة الذى نطق به ابن سمعون حين قال : " رأين المعاصى نذالة , فتركتها مروة , فاستحالت ديانة ". بل أبشر أنك بمجرد هذا العزم تنهمر عليك البركات ويفيض عليك الخير ..ألم تسمع أبا حزم سلمة بن دينار وهو يقول فى كلام تستضىء به القلوب: عند تصحيح الضمائر تغفر الكباشر , وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح. عجبا لعبد خائر العزم ..ضعيف الهمة ..ليس له قوة إلا على الذنب , وليس له عزم إلا على الخطيئة. ألا من لقلب فى الهوى غير منته .....وفى الغى مطواع وفى الرشد مكره أساوره عن توبة فيقول لا .....فإن قلت هذى فتنة قال أين هى
لـــطــــيــــفــــة
كان الفضيل بن عياض يقول للمجاهدين وهو يودعهم للقتال فى سبيل الله :
عليكم بالتوبة , فإنها ترد مالا ترده السيوف. | |
| | | شيماء زيدان مساعد مشرف
Posts : 2571 Points : 5348 Reputation : 26 Join date : 19/04/2009 Age : 42 Location : دمياط
| موضوع: رد: نور من القرآن 2009-05-28, 00:05 | |
| اخــــتــــبــــر تــــوبــــتــــك
الاستغفار شىء والتوب شىء آخر
الاستغفار كلام , والتوبة فعال . الاستغفار يتقنه المؤمن والمنافق , اما التوبة فلا يجيدها إلا المؤمن . الاستغفار إعلان الرجوع إلى الله , اما التوبة فإصلاح ما بينك وبينه .
لذلك قال عزوجل :{ استغفروا ربكم ثم توبوا إليه } هود 52
فكل تائب لا يتبع سيئة بحسنة ومعصيته بطاعة , فتوبته مجروحة مشكوك فيها , ولذلك لا تجد واحدا من الصالحين إلا وقد سلك هذا الطريق.
*عمر بن الخطاب شغله بستانه عن الصلاة فتصدق به.
* وكان ابنه عبد الله بن عمر على نفس الطريق ... كان إذا فاتته صلاة جماعة صلى إلى الصلاة التى تليها تطوعا وتنفلا.
*وهذه اخت عمر بن عبد العزيز أم البنين تدخل عليها عزة فتسالها عن قول كثير فيها :
قضى كل دين قد علمت غريمه...وعزة ممطول معنى غريمها
ما كان هذا الدين يا عزة ؟ قالت : كنت وعدته قبلة , فتحرجت منها , فقالت أم البنين : أنجزيها له وأثمها على, فأعتقت لكلمتها هذه أربعين رقبة !!
فأهم علامات التوبة المقبولة أن يكون حالك بعد التوبة أفضل منك قبلها , وذلك يفرض عليك أن تقتدى بعمر وابن عمر وأم البنين , فتنشغل بإزالة آثار العدوان وبناء ما انهدم من الإيمان , مستبشرا بقول الله عزوجل :{ إن الحسنات يذهبن السيئات }هود114
مستانسا ببشارة النبى صلى الله عليه وسلم :
" وأتبع السيئة الحسنة تمحها" صحيح.تبدو نواجذك من شدة فرحك بقول واعظ الشام أحمد بن عاصم الأنطاكى :
أصلح فيما بقى , يغفر لك ما مضى
التـــوبـــة الـــنـــصــــوح؟!
ما هى؟
*قال عنها عمر بن الخطاب رضى الله عنه : أن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه , كما لا يعود اللبن إلى الضرع .
*وقال الحسن البصرى : هى أن يكون العبد نادما على ما مضى , مجمعا على أن لا يعود فيه.
*وقال الكلبى: يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن .
*وقال سعيد بن المسيب :يجمعها أربعة أشياء : الإستغفار باللسان , والإقلاع بالأبدان , وإضمار ترك العود بالجنان, ومهاجرة سيئ الإخوان.
احـــذر بـــعـــد تـــوبـــتـــك أن..
قال يحيى بن معاذ :
زلة واحدة بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها.
إغـــلاق بـــاب التـــوبـــة
لا يغلق باب التوبة إلا عند:
1_طلوع الشمس من المغرب:
لقول النبى صلى الله عليه وسلم :"إن للتوبة بابا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب , لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها " حسن . وها عند قيام الساعة وظهور علاماتها ..يوم {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرا}الانعام 158._
2_الغرغرة ومعاينة الملائكة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر"حسن. لأنه فى هذه الساعة تنكشف له الحجب فيرى الملائكة حاضرة لتقبض روحه , وعندها فقط يصدق ويؤمن , وهذا إيمان لا قيمة له, ولا طائل من ورائها .
وهذا هو قول ابن عمر :التوبة مبسوطة ما لم ينزل سلطان الموت , وقول تابعى البصرة أبو مجلز لاحق بن حميد السنوسى :لا يزال العبد فى توبة مالم يعاين الملائكة.
المعين فى إغاثة التائبين
1_قصر الأمل :
اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا , هكذا أوصاك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخى ..يا من أخر توبته واستحلى نومته .. كيف بك يا هذا إذا نزل بك الموت وأنت غير تائب ؟!أعقدت مع ملك الموت عقدا يضمن عدم مجيئه فجأة ؟!أطلعت على الغيب فعلمت موعد موتك أم اتخذت عند الرحمن عهدا أن لا يقبض روحك حتى تتوب ؟!.
أخى التائب..حذار من التسويف , فإنها بضاعة المفلسين ورأس مال المبطلين الذين قال الله عزوجل فيهم :{الشيطان سول لهم وأملى لهم}محمد25. قال الحسن فى تفسيرها :زين لهم الخطايا ومد لهم فى الأمل .
وقال الله سبحانه وتعالى فيهم:{ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} القيامة 5
قال ابن عباس فى تفسيرها :يقدم الذنب ويؤخر التوبة .
وقال الله سبحانه وتعالى فيهم:{ويقذفون بالغيب من مكان بعيد}.
قال عكرمة فى تفسيرها :إذا قيل لهم توبوا قالوا:سوف. والمسوف مثله كمثل رجل أراد اقتلاع شجرة , وفى الموعد المحدد قال : أؤخرها يوما , ثم جاء اليوم التالى فقال : أؤخرها يوما آخر , ولا يدرى المسكين أنه كلما تأخر كلما ازداد رسوخ الشجرة وصعب اقتلاعها .زينت بيتك يا هذا وملأته ...ولعل غيرك صاحب البيت
والمرء مرتهن بسوف وليتنى ...وهلاكه فى السوف والليت
2_مجالسةالتوابين:
وهى وصية الفاروق رضى الله عنه حين أمرنا :
جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة .
يا سادة يل كرام ..
الفقراء يلتمسون موائد الأغنياء طمعا فى صدقة أو بر أو زكاة أو إحسان , فإن فاتهم كل هذا لم يعدموا وجبة العشاء .
أفلا يلتمس من افتقروا إلى الحسنات موائد أغنياء الطاعات وأرباب القربات وعشاق السجدات , رجاء حضور قلب أو إجابة دعوة أو نزول رحمة أو محاسبة ملك .
إخوانى .. تعرضوا للصالحين حتى يملوكم , ولازموهم حتى تضجروهم , فيتخلص أحدهم منكم بدعوة , فتكون الإجابة والهناء , كما حدث مع على بن عبد الرحمن الغضائرى الذى قال :دققت السرى بن مغلس بابه وكان يذكر الله فسمعته يقول :اللهم من شغلنى عنك فأشغله بك عنى , فكان من بركة دعائه أنى حججت من حلب ماشيا على قدمى أربعين عاما؟!
لطيفة
قال ابن عطاء الله السكندرى :ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك صحبتك من هو أسوأ حالا منك.
3_مشاهدة النعم ورؤيةالتقصير :
ما أكثر نعم الله على عباده وما أجلها !!وما أشد تقصيرنا فى شكرها !!ومع ذلك لم يحرمنا ,وما أكثر ما عصينا المنعم ومع هذا لم يمنعنا !!وما أكثر المرات التى استوجبنا فيها غضبه لكنه لم يطردنا !!.والتفكر فى هذا المعنى معين على الحياء من الرب سبحانهومن ثم.. التوبة ، ويظهر ها المعنى (انهمار النعم ومشاهدة التقصير) واضحاًجلياً في حديث سيد الاستغفار ، الذي يكافئ الله عبده إن هو قال حين يصبح ثم مات من يومه بأن يدخله الجنة ، وإذا قاله حين يمسي فمات من ليلته بأن يدخله الجنة.
سيد الاستغفار
اللهم أنت ربي لا إله إلا انت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذذنوب إلا أنت.
4_معرفة سعة عفو الله :
أخي التائب .. اعرف مع من تتعامل ، انت تتعامل مع الذي عرض التوبة على الكفار ، وفتح طريق الرجعة أمام الفجار ، وأمهل بكرمه الفجار ، تتعامل مع من رحمته سبقت غضبه ، وعفوه سبق عقابه ، مع من لو عفا عن الخلق - كل الخلق- ما نقص ذلك من ملكه شيئاً ، مع من قال عن نفسه: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم} النساء:147
اسمه .. التواب ، ولو لم تذنب لما عرف بهذا الوصف في الكتاب وهل من توبة من غير ذنب؟!بل أعظم الذنوب عنده :
استقلال عفوه واستعباد رحمته
أجمل الأقوال قول العبد :يارب أذنبت ..يارب أخطأت ..ياربإن الملوك إذا شابت عبيدهم .....فى رقهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا سيدى أولى بذا كرما ....قد شبت فى الرق فاعتقنى من النار أسأت ..ليأتى الرد سريعا من التواب الرحيم , يا عبد غفرت ..يا عبد سامحت ..يا عبد صفحت.
ومـــاذا بـــعـــد الـــكـــلام
_جدد توبتك كل ليلة قبل أن تنام وحقق شروطها , فلعلها تكون آخر نومة تنامها لتستيقظ بعدها على يوم القيامة.
_أعد الحقوق المغتصبة إلى أصحابها , فهذا من تمام التوبة .
_من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا , ومن كل هم مخرجا , ورزقه من حيث لا يحتسب.
_استغفر الله فى كل يوم مائة مرة ,وأبسط صيغ الإستغفار (استغفر الله العظيم).
_أتبع السيئة الحسنة تمحها , امح العمل بالعمل , وامسح السوء بالحسن , واعلم أن من علامات التوبة المقبولة :أن تكون بعد التوبة أفضل منك قبلها .
_من علامات التائب الصادق :رقة القلب , وغزارة الدمع , وطلب النصيحة من الغير, والإقبال على مجالس الذكر , واستقلال نعم الدنيا , والتفكر فى أمر الآخرة.
_فارق رفقة السوء وإن فاتك مصاحبة حامل المسك فلا تطلبن جوار رفيق السوء , فإنه نافخ كير يحرق ثيابك وتجد منه ريحا خبيثة , وتذكر :
"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"_لا تنس سيد الإستغفار حين تصبح وحين تمسى.
_احرص على تنمية إرادتك وبناء روحك , وذلك بمخالفة عاداتك , نم وأنت مستيقظ , واستيقظ وأنت من أعماق النوم (صلاة الفجر) , وكل وانـت شبعان , وصم وأنت جائع (صيام التطوع).
وخالف النفس والشيطان واعصهما ...وإن هما محضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصما ولا حكما ...فأنت تعلم كيد الخصم والحكم | |
| | | | نور من القرآن | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |