** يطرأ على الإنســـــــان فترات يكاد فيها أن ينشطر إلى نصفين مما يمر عليه من صنوف الحياة المريرة .. وربما صرخ في وجه الجميع ( مليت من حياتي ) أو ( هــــذا حظي ) .. علماً أن ندب الحظ لا يقدّم ولا يؤخر ، ومن هنا يبدأ الطريق للتذمر ، والاستسلام للانهزام الداخلي والذي لا يستطيع الفرد التخلص منه إلا بالإصرار على الخروج من تلك الدائرة المغلقـــة التي أحاطت به .
** فمُــحال أن تمضي الحياة على منوالٍ واحد ، ولن يسعد بحياته من يجلس يندب حظـــــــه ، ويقف مكتوف الأيدي ، وينتظر حادثـــة ما تنزل عليه من عالي السمــــــــاء .. لكي تـُـفْتَح لـــه الأبواب .. وتتكسر تلك الأقفال التي جعلت من حياته أسطورة يُرثى لهــــــا .
** الحيــــــاة ممتعة جميلة.. لكن في عين المتبصر الصابر .. المثابر الذي يسعى لتغيير الأشياء من حولـــه ، وقبل ذلك تطوير ذاته ليرقى نحو حيــــــاة أمتع وأفضل حتى يُصبح فردا مُثمـــــــرا .
** غيّــر حياتك .. فالتغيير محبب لدى النفوس ، منه يُطرد الملل والروتين ، ومنه اكتساب صفة التميز ، وما أجمل التميز الذي يبعث في النفس روح السعادة وشعور الفرد أنه أنتج ما لم يُــنتجه الغير .. لكن دون التفاخر على الآخرين .. واستحقار أدنى عمل يقومون به ..
** غيّــر حياتك .. فإن مطلب التغيير في الحياة هو للأفضــــــل وليس للأردى .. باكتشاف الجوانب التي تستدعي تغييرا .. سواء بعلاقتك مع الناس ابتداء من بيتك إلى عملك وأصدقــــــائك ومجتمعك ، فلا يصح لكل شخص فينا أن ينشد تغييراً هناك وينسى أن التغيير لابد أن يبدأ من الذات لكي تظهر عوائده طيبة .. ترقى بنا إلى معالي الأمور ..
** غيّــر حياتك .. واجعل النقاء والهناء والأمل يتملك عقلك وضميرك .. فالسعـــادة معنى يترجم الحياة المريحة الهانئة ، ولا تنظر إلى فرد أنه سيجلب لك السعـــــادة لأنك بذلك تدخل الهــــم على نفسك ..
** غيّــر حياتك .. اعمل على إسعاد من حولك ـ جرب ذلك يوما فقط ـ .. انزع ما في داخلك من مرض .. تكلـــم بصدق .. تجد الراحـــــــــــة حتى وإن قوبلت بالرفض ..
** غيّــر حياتك .. مـا أكثر الحـالات التي تمر بالإنسان لا يلوح له سوى اليأس .. ولم ينجو منهـــا ..لكن بإمكـــانه إغلاق هذا الباب .. والسير في حيــــــاته بشكل طبيعي .. هذه هي الحيــــاة .. لا تتوقف عند هذا أو ذاك .. فالعمر مرة واحــــــــدة .. والنسيان نعمة .. و ( التحدي ) ميــــــزة جميلة لصروف الحيــــــاة وإن شعر أحيــــــــانا بخيبة .. إلا أن الإصرار على تخطي الصعاب ، وتصريف الأمور على ما يرضي الله تعالى .. يقضـي على اليــأس .. وينعش النفس .. ويصنع الأمـــل ، وصنعه يتطلب روح عاليــــــة لا تهتز بما يجري حولهــــــــا ..
وأخيــــــراً عزيزي القارئ :
إذا لم تنثر الورود والأزهـــــار في دربك ،وإذا لم تنظر بعين السعـــــادة في حياتك ، وإذا لم تنمي بوادر الأمـــــل وتتطلع لمستقبلك ، وإذا لم تسعــــى إلى تحقيق طموحك ، [ أنـت ] فلن يتصدق بهــا أحد عليك في هذا الوقت إلا نـــــادرا .
منقووووووووووووووووول