cindrella
Posts : 1083 Points : 1939 Reputation : 23 Join date : 19/04/2009
| موضوع: آدم ام حواء 2009-05-30, 00:24 | |
| من المسئول عن المعصية آدم أم حواء؟ كل الديانات السابقة قالت إن السيدة حواء هي التي زينت لآدم المعصية والأكل من الشجرة، أي أنها هي التي أغوت آدم وأخرجته من الجنة، ولكن الوحيد الذي لم يقل هذا الكلام هو القرآن فليست حواء هي التي أغوت آدم.. ولكن ما الدليل؟ الدليل في سورة الأعراف، الآية 19، ولكن سنلاحظ أمرا مهما جدا أن القرآن يوضح أنهما شريكان في المسئولية، وأنهما يتحملان الوزر سويا، وسندرك ذلك في صيغة المثنى التي استخدمها القرآن في الإشارة إلى ما فعلاه.. تقول الآيات: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هذه الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هذه الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ، وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ، فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ، فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ، وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ، قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. إذن لا دليل على أن حواء هي التي أغوت آدم؛ بل إن هناك أدلة أخرى في سورة طه تؤكد أن آدم هو المسئول فتقول الآية: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى}.. ولكن انظر للآية التي تليها ستعود صيغة المثنى من جديد: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ}.. في إشارة واضحة إلى أن آدم هو المسئول فعليا عن معصيته، عندما أكل من الشجرة المحرمة وليست حواء كما يقال، فهي تهمة ألصقت بحواء منذ فجر التاريخ وهي بريئة منها. ولكن تعالوا نتعرف على كم مرة ذكرت تعرية آدم وأولاده، لقد ذكرت خمس مرات في ست آيات، الأولى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا}، الثانية: {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ}، الثالثة: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذلك خَيْرٌ، ذلك مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}، الرابعة: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا}.. وسميت العورة "سوءة" لأن كشفها يسيء إلى بني آدم، ولأن كلمة عورة كلمة أقل رقة من سوءة، ولكن عليك أن تنتبه إلى أن رغبة إبليس في أن ينزع عنهما لباسهما لم تقتصر فقط على آدم وحواء، بل أراد أن يفعلها مع كل آدم وحواء من البشرية، ولكنه لم ينجح مع الجميع لأن هناك قلة استثناهم الله بقوله: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}.. فما هي إذن نتائج معصية آدم؟ ونقول إن نتائج المعصية كانت الآتي: 1. الفضيحة. 2. الخروج من الجنة.. {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ}. 3. التفريق بينه وبين حواء زمنا طويلا. 4. أن ناداه ربه باسم العاصي: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} طه121. 5. العتاب من الله عز وجل، وهو أشد هذه النتائج قسوة على آدم: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} الأعراف (22) تخيلوا معي.. آدم الآن يريد أن يتوب فمشى يناجي ربه: - يا ربي: ألم تخلقني بيديك
قال: بلى يا آدم
- ألم تنفخ فيَّ من روحك قال: بلى يا آدم - يا ربي ألم تُسجِد لي الملائكة
قال: بلى يا آدم
- يا ربي ألست من قلت لي يرحمك الله عندما عطست في الجنة
قال: بلى يا آدم
- يا ربي أليست رحمتك تسبق غضبك
قال: بلى يا آدم
- يا ربي أرأيت إن تبت أأنت مُرجِعي إلى الجنة
قال: بلى يا آدم
وهذا الحديث رواه الحاكم، فانظر إلى هذه الآية: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.. ستدرك أن آدم بعد معصيته لم يكن يعي ما ينبغي عليه فعله لكي يتوب الله عليه، فتلقى كلمات من ربه فقالها فتاب الله عليه، ولكن ما هي هذه الكلمات التي قالها آدم ليتوب الله عليه، ستجدونها في سورة الأعراف:
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.. وظل سيدنا آدم يبكي بعد ما نزل إلى الأرض، يقول ابن القيم :لسان الحال أن الله يقول لآدم: ((يا آدم إنما ابتليتك بالذنب لأني أحب أن يظهر فيك فضلي عليك وجودي وكرمي بك، يا آدم لو لم تذنبوا لذهبت بكم ثم أتيت بقوم يذنبون فيستغفرون فأغفر لهم، يا آدم كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك قبل المعصية أما الآن فسوف تدخل عليّ دخول العبيد على الملوك وهذا أحب إلينا، يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك من بعدك فعلى من أجود برحمتي، وعلى من أجود بعفوي، وعلى من أجود بمغفرتي، وعلى من أجود بتوبتي وأنا التواب الرحيم، يا آدم لا تجزع من قولي لك اخرج من الجنة فما خلقت الجنة إلا لك، ولكن اهبط إلى دار المجاهدة: الأرض وابذر فيها بذور التقوى حتى إذا اشتقت إليّ وأحببت العودة إليّ قبلتك وفتحت لك باب جنتي ورددتك إلى مقامك وجعلتك في جواري، يا آدم ذنب تذل به إلينا أحب إليّ من طاعة تمن بها علينا، يا آدم أنين المذنبين أحب إليّ من تسبيح المرائين)). ولكن ما الفرق بين معصية آدم ومعصية إبليس؟ الفرق هو التوبة؛ فإبليس أصر على فعلته فلم يندم ولم يبكِ أما سيدنا آدم فحرص على التوبة، ومعصية آدم تسمى معصية الجارحة.. أي أنها تعود لجارحة من جوارح الإنسان، أما معصية إبليس فتسمى معصية القلب.. ولذلك أخطر الذنوب الحسد والحقد والكبر لأنها من معاصي القلوب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".. ويقال إن آدم نزل في الهند، وحواء نزلت في جدة ولذلك أهالي جدة يقولون إلى الآن إن جدة سميت بهذا الاسم نسبة إلى الجِدة ويقصدون حواء، ولكن الآية تقول: {اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا} في إشارة إلى آدم وحواء وإبليس، فالتقيا بعد بحث طويل عند جبل يسمى الآن بجبل عرفات لأنهما تعارفا عليه.
وبدأ آدم وأولاده الزراعة وحياكة الملابس وصيد السمك، ولكن من أجل: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} أخذ آدم يصلح في أبنائه ويعلمهم ويعبد الله، وأوصى الله آدم بأن يبدأ في بناء البيت الحرام ويقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}.. وسميت بكة لكثرة البكاء في هذا المكان، ثم أمره أن يحج إلى البيت، ثم أمره أن يبني المسجد الأقصى.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزمن بين بناء البيت الحرام والمسجد الأقصى قال: "أربعون عاماً" ويشاء الله أن أبا البشر هو الذي يبني البيتين، وهما اللذان أسري بينهما بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، وبعد ما نزل آدم إلى الأرض لم يفلح إبليس في أن يوقعه في معصية بعد ذلك، من أجل ذلك عندما توعد إبليس لم يستطع أن يتوعد آدم ولكنه قال: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هذا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} أما هو فلا.. وقيل إنه نزل على آدم 21 صحيفة، وعمّر آدم طويلا فعاش حتى بلغ 940 سنة أي ألف سنة إلا ستين عاما، ولكن لا يوجد أي حديث عن أعداد أولاد آدم عليه السلام؛ فكل الذي نعرفه أنه عندما اقترب أجله جمع أولاده وقال: "يا أولادي اشتقت إلى ثمار الجنة" وهذا ذكر في حديث صحيح.. وجاءته الملائكة وقبضوا روحه، وأرسلته الملائكة في حديث رواه الحاكم، وغسلته وكفنته ووضعوا عليه التراب، وقالوا: "يا بني آدم هذه سنتكم" ولكن لا نعرف أين دفن، ولكن الذي نعرفه هو أنه مات يوم جمعة كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح رواه مسلم إن الله خلق آدم يوم الجمعة: "ذلك خير يوم طلعت فيه الشمس؛ فيه خلق آدم، وفيه أنزل من الجنة، وفيه مات وفيه تقوم الساعة".. وقيل إن حواء ظلت تبكي آدم طيلة سنة وماتت حزنا عليه.. ولكن يبقى أن أثناء رحلة الإسراء والمعراج قابل النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا آدم، ولم يكن يعرفه في البداية ولكنه رأى رجلا يجلس، ينظر عن يمينه فيرى جماعة من الناس فيضحك، وينظر عن يساره فيرى جماعة من الناس فيبكي، وعندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن هذا الرجل قال له: هذا أبوك آدم ينظر عن يمينه فيرى أبناءه الذين أطاعوا الله فيضحك لأنهم من أهل الجنة، وينظر عن شماله فيرى أبناءه الذين عصوا الله فيبكي لأنهم من أهل النار".. ويقابل النبي صلى الله عليه وسلم آدم عليه السلام فيقول له: "مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح".
فاللهم أصلح أحوالنا وثبت يقيننا.. واشرح صدورنا ونور بصائرنا.. وتقبل منا واقبلنا يا أكرم الأكرمين من حلقات الاستاذ/عمرو خالد | |
|
sara
Posts : 659 Points : 1094 Reputation : 20 Join date : 19/04/2009 Age : 31 Location : المنصورة
| موضوع: رد: آدم ام حواء 2009-05-30, 01:10 | |
| اللهم آمين و جزاك الله كل خير علي هذه الافاده. | |
|