nogamath مساعد مشرف
Posts : 1210 Points : 2454 Reputation : 10 Join date : 25/04/2009 Age : 42 Location : إذا اشتكى مسلم في الهند أرقني وإن بكى مسلم في الصين بكاني ومصر ريحانتي والشام نرجستي وفي الجزيرة تاريخي و في المغرب الاسلامي عنواني وفي العراق أكف المجد ترفعني إلى بساتين عز ذات أفنان ويسكن المسجد الأقصى وقبته في حبة القلب أرعاه ويرعاني أرى بخارى بلادي وهي نائية وأستريح إلى ذكرى خراسان شريعة الله لمت شملنا وبنت لنا معالم إحسان وإيمان و حيث ما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من لب اوطاني
| موضوع: الغضب ودرجاته 2009-06-29, 15:14 | |
| بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد : قال الجرجانيّ:الغضب: "تغيّر يحصل عند فوران دم القلب ليحصل عنه التشفّي في الصّدر "
وقال التّهانويّ:الغضب هو حركة للنّفس مبدؤها الانتقام، وقيل: هو كيفيّة نفسانيّة تقتضي حركة الرّوح إلى خارج البدن طلبا للانتقام
درجات الغضب:
قال الغزاليّ: يتفاوت النّاس في قوّة الغضب على درجات ثلاث وهي: التّفريط، والإفراط، والاعتدال.
أوّلا:التّفريط ويكون إمّا بفقد قوّة الغضب بالكلّية أو بضعفها، وحينئذ يقال للإنسان: إنّه لا حميّة له ويذمّ جدّا، ومن هنا قال الشّافعيّ- رحمه اللّه تعالى-: من استغضب فلم يغضب فهو حمار. وهذا يثمر ثمرات مرّة، كقلّة الأنفة ممّا يؤنف منه من التّعرّض للحرم والزّوجة والأمة واحتمال الذّلّ من الأخسّاء وصغر النّفس.
ثانيا:الإفراط: ويكون بغلبة هذه الصّفة حتّى تخرج عن سياسة العقل والدّين والطّاعة ولا يبقى للمرء معها بصيرة ونظر وفكرة ولا اختيار، بل يصير في صورة المضطرّ، وسبب غلبته أمور غريزيّة، وأمور اعتياديّة، فربّ إنسان هو بالفطرة مستعدّ لسرعة الغضب حتّى كأنّ صورته في الفطرة صورة غضبان ويعيش على ذلك حرارة مزاج القلب.
وأمّا الأسباب الاعتياديّة: فهو أن يخالط قوما يتبجّحون بتشفّي الغيظ وطاعة الغضب ويسمّون ذلك شجاعة ورجوليّة.
ثالثا:الاعتدال: وهو المحمود وذلك بأن ينتظر إشارة العقل والدّين فينبعث حيث تجب الحميّة وينطفي ء حيث يحسن الحلم وحفظه على حدّ الاعتدال هو الاستقامة الّتي كلّف اللّه بها عباده وهو الوسط. فمن مال غضبه إلى الفتور حتّى أحسّ من نفسه بضعف الغيرة وخسّة النّفس في احتمال الذّلّ والضّيم في غير محلّه فينبغي أن يعالج نفسه، ومن مال غضبه إلى الإفراط حتّى جرّه إلى التّهوّر واقتحام الفواحش ينبغي أن يعالج نفسه لينقص سورة غضبه ويقف على الوسط الحقّ بين الطّرفين وهذا هو الصّراط المستقيم وهو أرقّ من الشّعرة وأدقّ من السّيف فإن عجز عنه فليطلب القرب منه . | |
|