الحساسية عند الأطفال
د.علي رضا تظهر على الأطفال كثيرا في الشهور الأولى من العمر حبيبات صغيرة في أنحاء كثيرة وأماكن مختلفة من جسم الرضيع أو قد تكون عبارة عن بقع حمراء تظهر لتختفي بعد يومين أو قد تختفي بعد يوم واحد لتعود فتظهر مرة ثانية, هذه الحساسية أو الأرتيكاريا لها أسباب كثيرة فهي قد تكون بسبب اللبن الصناعي أو الأكلات الخارجية التي بدأ الطفل يتناولها أو بسبب الملابس الحريرية أو الصوفية هنا أود أن أسأل سؤالا ما هو السبب المباشر لحدوث الحساسية إذن؟
والإجابة انه ما لم تكن المسائل واضحة تماما بمعنى أن الحساسية لا تظهر إلا عند استعمال البطاطين الصوفية أو عند شرب الطفل لعصير المانجو أو كوب الكاكاو أو مثلا أكل البيض أو السمك والعلاج الأمثل هنا هو أخذ مضادات الحساسية سواء كانت بالفم أو بالحقن أو موضعيا.
إما إذا لم يكن لدى الأم أي ملاحظات بمعنى أنها لا تدرى أي المسببات السابقة وتكون استبعاد المادة المسببة للحساسية أولا ثم المسبب الرئيسي والمباشر لظهور الحساسية إذن فالتهمة شائعة وهناك أكثر من متهم فإما إن تكون الملابس الصوفية أو الحريرية أو المصنوعة من الألياف الصناعية وإما أن تكون الأغذية كالأنواع سابقة التذكر وإما أن تكون من القطة التي في المنزل وإما أن تكون من السجاد والموكيت وخلافة وما يدريك فلعلها النباتات المزهرة حول المنزل فالحل طبعا هو عرض الطفل على الطبيب المتخصص في ذلك لعمل اختبارات الحساسية اللازمة للطفل ولكل هذه المسببات ومنها نقف عل السبب الرئيسي لهذه الحساسية ومن ثم تحديد الجرعات وأسلوب العلاج المناسب للحالة.
أما أشهر الأغذية التي تسبب الحساسية فهي الموز - المانجو- الفراولة- البيض – السمك.
أما بالنسبة للملابس فالنايلون والصوف من أشهرها وفي الأشياء الموجودة بالمنزل فاهمها السجاد والموكيت وشعر الحيوانات الأليفة كالقطط وريش عصافير الزينة وكذلك الزهور.
في بعض الأحيان تجد الأم وتلاحظ تقرحات خلف الإذن عند ابنها أو بنتها وتهتم بغسل هذه المنطقة مرتين وثلاث مرات يوميا دون أي تحسن بل إن الحالة تسوء ولو دققت الأم النظر لوجدت أن هذه الالتهابات والتقرحات أو الاكزيما إنما نشأت فور أن لبست البنت القرط الذهبي الذي أهدى لها عند ولادتها وان هذه الكزيما ستزول فور خلع هذا القرط أو الحلق ومن أجهزه الجسم التي تتأثر كثيرا بالحساسية هو الجهاز الهضمي فقد تشكو الأم من أن مولودها ما أن بدأ يستعمل اللبن الصناعي في تغذيته حتى فوجئت ببكائه الشديد وأعراض المغص تظهر عليه وقد تكون مصحوبة بقيء وإسهال شديد أو قئ دون إسهال أو إسهال فقط دون قئ!
ويبدأ الطبيب دائما في فحص الحالة ويجد انه لا يوجد ارتفاع في درجة الحرارة ومستوى الأم الثقافي والصحي يكاد يؤكد أن الرضعة لم تلوث أثناء أو بعد تحضيرها كما يلفت نظره أن الحالة تزول فور تقديم التغذية الطبيعية لها – وهذه الحالات رغم ندرتها إلا أنها موجودة وعلاجها طبيا هو أن يستبدل اللبن الصناعي برضعة طبيعية أو تجهيز رضعات صناعية من لبن الجاموس مع مراعاة تخفيفه كما يرشدنا الطبيب حسب سن الرضيع والسبب هو أن اللبن الصناعي مجهز من لبن الأبقار ولهذا الطفل حساسية ضد لبن البقر..
وتزيد حالات الحساسية عند الأطفال الناتجة من الطعام بعد بدء الطفل في أخذ الأكلات الخارجية كصفار البيض وقطع الموز – وفي كل الحالات يكون العلاج هو وقف الطعام المسبب للحساسية مع أخذ علاج مضاد للحساسية بمعرفة الطبيب حتى تستقر الحالة وتختفي العلامات الدالة على الحساسية.